الثقافة والتراث
الوعي بهويتك
"الشخص الذي لا يعرف تاريخه وأصله وثقافته الماضية يشبه شجرة بلا جذور" ماركوس جارفي
الثقافة جزءٌ لا يتجزأ من حياة الناس. فهي تؤثر على آرائهم، وقيمهم، وحسِّهم الفكاهي، وآمالهم، وولاءاتهم، ومخاوفهم. ولكي يفهم المرء ثقافته، عليه أن يفهم من أين أتى وإلى أين يتجه.
يُقدّم تراثنا أدلةً على ماضينا وكيفية تطور مجتمعنا. فهو يُساعدنا على دراسة تاريخنا وتقاليدنا، ويُمكّننا من تطوير وعيٍ بأنفسنا. كما يُساعدنا على فهم وتفسير سبب وجودنا على ما نحن عليه. يُعدّ التراث ركنًا أساسيًا من ثقافتنا، ويلعب دورًا هامًا في سياستنا ومجتمعنا وأعمالنا ورؤيتنا للعالم. فهو يُلهم ويُؤثر ويُوجّه النقاش العام والسياسات، بشكل مباشر وغير مباشر. يمنح التراث الثقافي الناس شعورًا بالوحدة والانتماء ضمن مجموعة، ويُمكّنهم من فهم الأجيال السابقة وتاريخ أصولهم بشكل أفضل. وبمساعدته في تشكيل هويتنا، يُصبح تراثنا جزءًا لا يتجزأ منا. ويُظهر تعبيرنا عن هذه الهوية للآخرين ما نقدّره، ويُبرز قيمنا وأولوياتنا.
على المستوى المحلي، قد يظن الناس أحيانًا أن ثقافتهم كانت شيئًا يُلبس كقطعة ملابس، ثم تبلى في النهاية حتى يتم التخلص منها؛ وهذا أمرٌ مُخزٍ إذا كان مُتعمدًا. وكما هو الحال مع جنسنا أو طباعنا، نُصنع نحن نسخةً من أنفسنا بناءً على مادةٍ خارجيةٍ وجوهريةٍ تُحوّلنا في النهاية إلى تمثال.
نؤمن بأن مناقشة قضايا الهوية من منظور ثقافي يمكن أن تساعد الأفراد على فهم أنفسهم وتدعمهم في السيطرة الكاملة على حياتهم. ثقافتك هي عدسة ترى من خلالها العالم. إنها بمثابة دليل إرشادي بداخلك يساعدك على فهم ومعرفة ما يجب فعله. يساعدك على اتخاذ قرارات بشأن ما تأكله ومتى تنام، ومع من تتحدث وكيف تقول ذلك. يساعدك هذا الدليل الداخلي على فهم ما يجب الانتباه إليه وما يجب تجاهله. يساعدك على تحديد الصواب والخطأ. سننشر ونستكشف ونتفاعل مع الجانب الثقافي والتراثي الأفريقي من خلال الطرق التالية:
ورش العمل والندوات - سنتناول مناقشة معنى ودلالة وجوهر مصطلح "المرأة الأفريقية" في العصر الحديث. ومن المواضيع الأخرى التي سيتم تناولها: "فهم الثقافة الأفريقية - تنزانيا"، و"التقاليد والحداثة"، وغيرها الكثير. وفي هذا السياق، نحرص على التواصل مع باحثين جامعيين وطلاب وخبراء آخرين لتزويد الحضور بنظرة شاملة على المواضيع التي نتناولها.
الجلسات التثقيفية - تهدف هذه الجلسات إلى تعزيز جذور الخلفية والثقافة الأفريقية، ودعم مشاركة المجتمع الأفريقي، والتعرف على الاختلافات الفردية من أجل مكافحة الأحكام المسبقة والعنصرية.
الحملات والمبادرات - يهدف هذا البرنامج الدعائي والناشط إلى تعزيز شعور الفخر والانتماء لدى جميع النساء والفتيات الأفريقيات. وسيتم ذلك من خلال الاحتفاء بالثقافة وقيمها وأخلاقها ومظاهرها وعاداتها.
لمزيد من المعلومات حول هذا البرنامج لا تتردد في الاتصال بنا للتحدث مع أحد مستشارينا.
